إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
125722 مشاهدة print word pdf
line-top
رفع اليدين مع تكبيرات العيد

يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لقول وائل بن حجر إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه مع التكبير. قال أحمد (فأرى أن يدخل فيه هذا كله) وعن عمر أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازة والعيد، وعن زيد كذلك رواهما الأثرم .


يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ رفع اليدين إذا تأملناه رأيناه في كل تكبير ليس فيه انتقال زائد؛ فإنه يرفع يديه بالإجماع في تكبيرة الإحرام، وكذلك في تكبيرة الركوع وفي الرفع من الركوع، وأما في تكبيره للسجود انحطاطا أو رفعا فلا يرفع يديه، أما التكبيرات التي يكبرها وهو واقف كتكبيرات الجنائز, وتكبيرات العيد الزوائد فإنه يرفع يديه ؛ لفعل هؤلاء الصحابة، فالصحابة لا يفعلون ذلك إلا وقد نقلوه وقد رأوه من النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنهم أقرب منه، فالغالب أنهم يصلون صلاة العيد قريبين منه, وكذلك صلاة الجنائز؛ فلأجل ذلك ثبت عنهم هذا التكبير فأصبح من السنة، وكذلك هذا الرفع أصبح من السنة؛ يعني هم الذين نقلوا التكبيرات الزوائد، وهم الذين نقلوا الرفع- رفع اليدين- في كل تكبيرة. نعم.

line-bottom